السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين كنت؟؟سؤال يتردد على ألسنة الكثير من النساء وهو ما يكرهه كثير من الرجال,فبعضهم يعتقد نفسه أنه فوق
المساءلة,وبعضهم يرى أنه حر ومن حقه أن يتأخر ويفعل ما يريد حتى وإن كان متزوجا ولديه أطفال.
من الأزواج من يقضي معظم وقته خارج البيت ولا يأتي إلا في ساعة متأخرة ثم يأتي باعتذار بارتباطاته وصداقا
ته ومنهم من يخرج لاستراحته أو استراحة غيره فيلتقي زملائه وتستمر الجلسة إلى وقت طويل دون أن يدري ماذا
حل بالمنزل ولا إلى أين يسير الأولاد ولا ما تعانيه الزوجة من جراء ذلك الإهمال وربما أتى وزوجته تغط في نوم
عميق بعد أن أعياها السهر وطال عليها الانتظار.
تأخر الزوج ونسيان المواعيد وعدم اهتمامه بشؤون أسرته من المنغصات التي تؤدي إلى قلق وفقدان الزوجة
لأعصابها بل إن بعض الرجال قد يستضيف أصحابه في منزله كل ليلة فيثقل كاهل زوجته بما تعده للضيوف من
الطعام والشراب وربما طال وقت الجلسة إلى ما بعد منتصف الليل,فإذا خرج الضيوف أوى الزوج إلى فراشه وترك
زوجته تغسل الأواني فلا تكاد تنتهي إلا قرب الفجر دون أن تسمع منه كلمة شكر.
ظاهرة قلق الزوجة على زوجها تبدو طبيعية في كل المجتمعات البشرية وتعرف الزوجة على تفاصيل صداقات
زوجها وأصحابه قد يزيدها قلقا إذا تأخر عن مواعيده المعتادة في الرجوع إلى البيت.وقد يزداد الأمر سوءا
وتتطور المشكلات إذا ما اندفعت الزوجة إلى السؤال عن زوجها المتأخر في الأماكن الخاصة التي يسهر فيها
نتيجة توترها وحساسيتها المرهفة وحرصها على زوجها وغيرتها عليه أيضا.
وفي المقابل على الزوج أن يستوعب تساؤلاتها وقلقها بهدوء ولا سيما أنه تسبب بآلام نفسية للشخص الذي
ينتظره,وإذا لم يجد تفهما لحظيا من الزوجة الغاضبة فعليه أن يكون صبورا ويهدئ من روعها لأن المرأة في هذه
الحالة تحركها دوافع ومشاعر عديدة تسببها الوساوس التي سيطرت على مشاعرها ولا يمكن أن يتخيل الزوج
كل هذه الوساوس أو نوعيتها لأنها تكون في مخيلة الزوجة الغاضبة فقط,وإذا استطاع أن يهدئ من روع زوجته
فإنه يمكن ببساطة أن يحول العتاب بينهما إلى دليل جديد على الود والالتزام والحب...
دعوة للتوازن........
لا يفهم مما سبق أن يعيش الزوج حبيس منزله وإنما هي دعوة للتوازن وإعطاء كل ذي حق حقه قدر
الإمكان,ففقدان القدرة على الموازنة يورث خللا واضطرابا في حياة الفرد الزوجية والأسرية,فحري بك أيها الزوج
العاقل أن توازن بين الحقوق وأن يكون لك مع أهلك وقت تملؤه بالمؤانسة العذبة والحديث الجذاب وتشرق عليهم
بعطفك ولطفك وحنانك.